كيف نتعلم "ولاننسى"؟

كتاب “Make it Stick” ركز فيه المؤلفون على الطرق العملية - المدعمة بأبحاث ودراسات - التي تساعد الجميع - خصوصا الطلاب - على التعلم واستيعاب وفهم المعلومات بشكل أفضل من الطرق التقليدية: تظليل النصوص المهمة في المادة - قراءة النص لأكثر من مرة - المذاكرة لساعات متواصلة قبل الاختبار بمدة قصيرة.
في هذا الكتاب نقدر نتعلم كيف نذاكر صح وكيف نتذكر المعلومات التي تعلمناها وماننساها. التعلم مهارة ممكن نطورها.
- ماهي أكثر طريقة مذاكرة يستخدمها الطلاب؟ نقرأ المادة العلمية أكثر من مرة قبل موعد الاختبار بفترة قصيرة. وحين يراودنا الاحساس بأننا قد فهمنا الموضوع المقروء , نتجه لموضوع آخر ونكمل المذاكرة. كل اللي عملناه حقيقة كان - مضيعة للوقت -. ماتمت قراءته سيمحى من ذاكرتنا مع مرور الوقت والساعات اللي قضيناها ونحن نجتهد في قراءة المادة تعطينا احساس - خادع - بفهمنا للمحتوى المقدم.
ماهو الحل؟ وكيف نقدر “نتعلم” ونذاكر صح. كيف نوصل لمرحلة مانحتاج نذاكر لساعات طويلة قبل يوم الاختبار؟
بعض الحلول المقدمة كانت كالتالي:
1- Retrieval practice (َQuizzing/Testing)
أول طريقة نقدر نستخدمها هي عمل كويز او اختبار للمادة اللي درسناها. محاولة استرجاع معلومة أو مهارة تعلمناها من الذاكرة هي الطريقة الاساسية اللي ينبغي أن نعتمدها بدلا من العودة لمحتوى المادة وقراءته مرة آخرى.
الكويز (الاختبار) يساعدنا على تحديد الموضوع اللي فاهمينه ويعرفنا وين نقاط الضعف. فـ نقدر نعرف المحتوى او المواضيع اللي نحتاج نركز عليها أكثر.
هذه الطريقة مقارنة بالطريقة التقليدية - الرجوع للمحتوى وقراءته لاكثر من مرة - تبدو أصعب وأحيانا - مستفزة - حينما تواجهنا صعوبات في محاولة استرجاع المادة العلمية, لكن كل ماحاولنا نسترجع محتوى تعلمناه, كل ماساهم هالشي في تقوية تذكرنا له.
مواقع انصح بها للمساعدة على عمل الكويزات واسترجاع المعلومات: Cram for FlashCards, Google Forms for Testing.
2- Space out your Retrieval practice
بعد مانختبر أنفسنا (Retrieval practice) نحتاج نعيد الاختبار أكثر من مرة. طيب هل نعيده ٥ مرات مثلا في نفس اليوم؟ ونكتفي بهذا الكم؟ الجواب لا.
نحتاج نترك وقت زمني معين بعد كل مرة نعمل فيها (Retrieval practice). مثال: نختبر أنفسنا في نفس اليوم اللي درسنا فيه المادة العلمية, نعيد الاختبار بعد يومين, نعيده للمرة الثالثة بعد اسبوع, وبعدها نعيده كل شهر مرة.
هذا المثال للتوضيح وكل شخص يختلف عن الاخر وبالتالي تقديره للمدة الزمنية بين كل اختبار وآخر يعود له.
مواقع (تطبيقات) انصح بها لعمل جدول زمني للمراجعة الدورية (Google Sheet, Microsoft Excel)
3- Elaboration:
هذه الطريقة الهدف منها اضافة معنى آخر للاشياء التي نتعلمها. (مثال كيف يمكننا التشبيه والربط بين استخدام العناوين لتوصيل طرد ما لشخص وبين استخدام الip address مثلا في عالم شبكات الحاسب الآلي لتوصيل رسالة ما لجهاز معين)
4- Generation
الهدف من Generation هي محاولة حل مشكلة معطاة لنا قبل أن نعرف الحل لهذه المشكلة. مثال لهذه الطريقة: محاولة حل مسآلة رياضية قبل أن يتم شرحها في المحاضرة القادمة.
مثال اخر: الكاتب John McPhee شارك تجربته في التغلب على مشكلة (Writer’s block) وهي مشكلة يعاني منها الكتاب عادة حينما يبحثون عن (الالهام) ويرغبون بالكتابة عن شئ ما (رواية - مقالة - رسالة … الخ). جون يكتب رسالة ويوجهها لوالدته. محتوى الرسالة يتضمن تفريغا لمشاعره مع مشكلة writer’s block وماهي الافكار التي يملكها بشأن موضوع معين (مثلا احد الحيوانات البرية), يتكلم في الرسالة عن احساسه بأنه لايصلح أن يكون كاتبا بعد اليوم. من ثم يعود للموضوع الاساسي (الحيوان البري) ويتكلم عن هيئته, صفاته و عاداته. بعد ان ينتهي من كتابة الرسالة يعود جون ويمسح جميع التفاصيل التي لا علاقة لها بالموضوع الذي يكتب عنه (الحيوان البري). لتصبح الرسالة كلها عن هذا الموضوع ويصبح لديه مسودة أولى عن الموضوع يستطيع تحسينها والعمل عليها.
5- Reflection
هذه الطريقة تجمع بين Retrieval practice و elaboration وهي عبارة عن مراجعة لما تم عمله او شرحه في محاضرة المادة مثلا ومن ثم التفكير ببعض الاسئلة المتعلقة بالموضوع. مثال على هذه الاسئلة: مالذي تم تعلمه في المحاضرة وكيف نربط ماتعلمناه مع مانمر به في حياتنا اليومية.
مثال آخر: جراح الاعصاب Mike Ebersold استخدم هذه الطريقة لتطوير مهاراته في علم الجراحة. فبعد العمليات الجراحية يقوم بسؤال نفسه (ماهي الاشياء التي عملتها ؟ هل نجحت؟ وكيف أتحسن في المرات القادمة ).
ملاحظة:
جميع المعلومات المذكورة في هذه المقالة من كتاب “Make it Stick”.